الاثنين، 13 يونيو 2016

حقيقة الزمان !!

                                                         بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو الزمان وهل يمكننا السفر عبره !? 
لطالما تسائل الكثير منا هل يمكننا السفر  عبر الزمان ? وهل يمكنناتغيير الأحداث السابقة ?? 
دعونا الآن نكتشف ذلك من خلال القرآن وتدبر آياته ومقارنة ذلك بالمنطق ...
حتى نعلم اجابة هذا السؤال فيجب علينا معرفة طبيعة الزمان وما هية خلقه , فالزمان هو الماضي والحاضر والمستقبل من ناحية عملية اما من ناحية منطقية فالزمان غير موجود !! صدق أو لا تصدق فبالحقيقة ان الذين خلقوا الزمان هم البشر أنفسهم بقيامهم بعملية قياس مقترنة بالبداية والنهاية اي الحياة والموت لكل شيء مع اختلاف المكان وبذلك نستنتج أن المكان والزمان هما وجهان لعملة واحدة فلو تمعنا في بنية المكان كاملا اي الكون سنجد انه يتكون من ذرات بكافة مواده من مخلوقات حية وغير حية للناظر  وقامت الكائنات الحية الذكية بعملية قياس للعناصر المكانية بما يسمى الان الزمان فلو قمت الآن على سبيل المثال بعملية قياس جديدة على جزء كوني معين من خلال طرح سنة جديدة واسميتها السنة ( س) ستبدء حينها بعملية قياس لكافة الأحداث الكونية منذ لحظة اختلاقك لتلك السنة وستكون النتيجة حياة مادة معينة وموتها وبالتالي انت لا تقوم الا بعملية قياس للحدث من حالة الحركة الى حالة جمود وفي مجموعتنا الشمسية تكون عملية القياس هي باليل والنهار  وعملية النمو والابتكار والتطوير والإكتشاف وستكون حينها في حالة استنفاذ لما اسميته زمان وهو الأمر الواضح جدا بقوله تعالى ( هو الذي خلق الموت والحياة ) اي البداية والنهاية بما اسميناه نحن بالزمان عند عملية القياس بالمقارنة مع السنوات الهجرية والميلادية وبكل منطقية ستلاحظ انه لا يوجد زمان وانما هي عملية قياس وتسجيل  فعندما قال الله : (خلق الموت ) اي انفصال الروح وهي المحرك الطاقوي بفهومنا المحدود عن الجسد الذي يتكون في الأساس من خلايا وبنيتها ذرات العناصر  واتمها الله سبحانه وتعالى بقوله :( والحياة ) اي لحظة البداية عند بث الروح في الجسد وبالتالي الله الذي صنع عملية الموت والحياة ونحن قمنا بقياسها بما اسميناه بالزمان وبالتالي لا وجود للزمان إلا في عقولنا نحن وانما هي عملية مستمرة إلا ان يموت كل شيء ويرث الله كونه بما فيها الأرض بقوله تعالى ( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ) اي ان الله يستلم ميراث الارض ومن عليها بعد موت خلفائه البشر والمخلوقات الأخرى وبعدها يقوم بحساب الناس على اعمالهم كما هو معلوم وتجسيدا لوعده الكريم ببث الانسان ومن معه ممن يريد الله حسابهم بقوله : ( إنا علينا إيابهم ثم أن علينا حسابهم ) ( كما بدأنا أول خلق نعيده ) وما ذلك على الله بعزيز , ونستنتج هنا انه لا وجود للزمان وانما هي عملية قياس يقوم بها مخلوق لمخلوق اخر ضمن الكون المخلوق فلا وجود لكلمة زمان في القرآن ونحن من قمنا بخلق مفهوم الزمان بعملية القياس وتسجيل الماضي والحاضر وصناعة المستقبل لمن سيشهده لاحقا وهذا الأمر يدعو للتساؤل اذا كان مفهوم الزمان خاطئا فهل يستطيع اي انسان العودة للماضي وكل عناصر الماضي قد ماتت حتما لا، فلن تشهد إلا ما شهدته في فترة حياتك وستحاسب عليه عند موتك ، وهو الأمر الذي يسوقنا الى اسمين من اسماء الله الحسنا وهما الأول والآخر وعند التمعن في هذين الأسمين نجدها صفة كمالية تعني الخارج من الزمان فلو كان بين الأول والآخر لكان غير خالد فوجود اي جسم داخل عملية البداية والنهاية فهو فان ولا يستحق العبادة فسبحان الله ليس كمثله شيء جل عن الشبيه والنظير والكفوء والمثيل وبذلك اختم المقال واتمنى ان اكون قد قدمت تفسيرا واضحا عن حقيقة الزمان ألا وهي عملية قياس للمكان يقوم بها الانسان ولها بداية ونهاية و مقترنة بالحدث ( حركة - نمو - ابتكار - تطوير - اكتشاف ) وشكرا ...اللهم صلي على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وأصحابه اجمعين ..

السبت، 14 مايو 2016

من خلق الله !!

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله على اله وصحبه اجمعين ...اما بعد
لطالما تراود في اذهاننا العديد من الأسئلة التي تتعلق بالكيفية والماهية المتعلقة بالله عزوجل حيث ان الكثير من البشر قد سألوا انفسهم من اين اتى الله وماذا كان قبل الله ?? وهل الله موجود ام لا !!
ويعود اصل هذه الأسئلة الى ما يسمى قانون السببية ( لكل سبب مسبب ) هذا القانون الذي اعتدنا عليه في كوننا هذا حيث انه ما من سبب في الكون الا وله مسبب ف على سبيل المثال لو قلنا تلك النار من تلك الأغصان وتلك الاغصان من تلك الشجرة وتلك الشجرة من تلك البذرة وتلك البذرة ???
وحسب المعرفة البشرية فإن هذه البذرة تخضع لقانون السببية وحتما وجدت بطريقة ما ولكن لنسأل انفسنا سؤالا مهما هل البذرة هي اساس الشجرة ام ان الشجرة هي اساس البذرة ? الامر الذي يتسائل الكثيرون عنه كما يتسائلون ايضا عن هل البيضة هي الاساس ام الدجاجة ?? وبالتأكيد فإن البداية حتما لصاحب الصفة المتكاملة الذي يمكنه التكاثر وانتاج البيضة والبذرة اي ان الاساس لصاحب الصفة الراعية والذي يستطيع رعاية المنتج ( المرعي ) فلا يمكن للبيضة ان تفقص دون ركود الدجاجة عليها ولا يمكن للبذرة ان تنتج دون شجرة تنتج الثمار اي ان اساس العملية هو صاحب الصفة الافضل الذي يتمكن من القيام بعملية التكاثر ونستنتج هنا بأن الدجاجة قبل البيضة والشجرة قبل البذرة ومنهم بدآت العملية بأكملها وهذا مثال على بعض العمليات الكونية التي تخضع لقانون السببية ونستنتج هنا بأن السببية هي نفسها العملية وهما وجهان لعملة واحدة ، قد يخطر في بالك لماذا قمت بذكر ذلك المثال السابق وقد لا تجده متصلا في موضوع المقال ولكن في الحقيقة قمت بطرح هذا المثال حتى اقوم بربطه بموضوع المقال وبيان المغزى منه ....بسم الله ابدء
قد ذكرت سابقا بأن الشجرة هي اساس الوقود كمثال لعملية الاحتراق فهل يا ترى من اين اتت هذه الشجرة !! سنفترض الان وجود خالق للشجرة الامر الذي يقودنا الى سؤال مهم هل يخضع الخالق لما يخضع له المخلوق !! اي قانون السببية !! هل للخالق خالق اخر !!!
لو افترضنا ذلك على سبيل المثال بأن للخالق خالق اخر فسنصل الى ما يسمى اللانهاية ولن نحصل على اجابة واضحة لهذا الموضوع ولذلك فإن نظرية خضوع الخالق لقانون السببية مرفوضة لوصولنا الى نقطة اللانهاية فهل من اجابة على السؤال الذي حير الجميع !! بالتآكيد ان الوحيد القادر على اجابة هذا السؤال هو الخالق نفسه ولكن كيف سنعرف هذا دون رؤية الله !! سيقودنا هذا الامر الى اخذ الاجابة من خطاب الخالق للمخلوق ومن المعروف في زمننا هذا وجود كتاب سماوي يدعى بالقرآن الكريم وان هذا الكتاب هو اخر الكتب السماوية المنزل على سيدنا محمد ص فهل سيجيبنا القرآن على هذا السؤال ام لا دعونا نتدبر القرآن ونحاول استخلاص اجابة مفيدة نحاول فيها فهم الموضوع لنرى اذا كان القرآن فعلا خطاب الخالق للمخلوق وهل هو كفيل بالرد على تلك الاسئلة  !!
حتى نجيب على هذا السؤال علينا معرفة صفات الخالق وسنقوم بمعرفتها من خطابه وكتابه وحتى نستطيع ذلك علينا معرفة السورة التي تتحدث عن صفات الخالق من خلال معرفة اسباب نزول السور وحسب المراجع الاسلامية الدينية فإن السورة التي تتحدث عن صفات الخالق هي سورة الإخلاص التي نزلت ردا على سؤال قوم قريش للنبي الكريم عن صفات الله بقولهم : يا محمد صف لنا ربك ?? الامر الذي يدعو للتساؤل اذا كان الله قد انزل تلك السورة بعدما سمع سؤالهم فهل سيجيبهم بإجابة تفوق مدى معرفتهم وعلمهم !! بالتأكيد لا فالله عليم خبير حكيم ولذلك قد وصف الله نفسه بصفات تفضيلية عكسية عن صفاتهم تحمل حكمة بالغة توصف الخالق والمخلوق بنفس الوقت ...مثال على ذلك لو افترضنا وجود ثلاثة اشخاص اسماؤهم هي احمد ومحمد ومحمود واراد احمد ان يعرف محمود عن طريق محمد بالوصف وقال له محمد انا افضل من محمود لأنني اطول فسيعلم احمد بأن محمود اقصر من محمد ويسمى هذا الاسلوب بالوصف التفضيلي العكسي الذي يبين صفات الموصوف بالتفضيل العكسي عن الموصوف الاخر واراد الله سبحانه وتعالى ذكر صفاته بالتفضيل عن المخلوق ليقوم المخلوق بالنظر لعظمة خلقه ثم معرفة اختلاف الخالق بعكس صفته انها حكمة الهية بالغة تبين عظمة الخالق وعلمه وحكمته حيث ان اول صفة قد ذكرها الله عن نفسه هي الأحدية وهي الصفة التفضيلية العكسية لصفة المخلوق (صاحب السؤال ) وهي الزوجية من قوله تعالى ( وخلقنا من كل شيء زوجين  ) حيث ان المخلوق الكوني كاملا من الذرة الى المجرة تحكمه تلك الصفة ونرى ذلك واضحا عند التحقق من ذلك فنرى السالب والموجب والذكر والانثى والطاقة والمادة والنيوترون والبروتون والخلايا البيضاء والحمراء والكثير من تلك الازواج التي لا تعد ولا تحصى والتي بينها الله بذكره صفته التفضيلية العكسية عن المخلوق ووجود الازواج يعني خضوعها لما يسمى بقانون السببية اي العملية حيث ان للعملية عناصر المسبب والنتيجة المترتبة عليها فنجد بأن حاجة الزوج الاول للثاني ضرورية لإكتمال العملية وبالتالي فإن نقص اي من الازواج يجعلها غير كاملة وهي بالتالية لا تمتلك صفة الكمال وكل هذا بقوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) !!! فهل هذا يا ترى كلام بشر ام خالق البشر !!
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقط بل ان الله قد ذكر صفة عظيمة أخرى وهي الصمدية بقوله ( الله الصمد ) ومعنى الصمد اي الذي لاجوف له وهل يا ترى من هو الأجوف !! بالتأكيد المخلوق اي ان المخلوق الكوني تحكمه صفة اخرى وهي لا صمدية المخلوق اي ان المخلوق اجوف الامر الضروري لأكتمال العملية حيث انه لايمكن للمادة ان تقبل الطاقة الا اذا كانت تحتوي على جوف يقبل الطاقة وهو الامر المثبت علميا بتطبيقات علم الذرة الذي ينص على تحرير الطاقة المختزنة في نواة الذرة ولو تمعنا في كلمة مختزنة فإنها تبين وجود خزان اي جوف يحتوي تلك الطاقة فهل يا ترى لفق النبي هذا الكلام بعد انتهائه من فحص الذرة في مختبره الخاص !! وجميعنا نعلم بأن علم الذرة حديث ويحتاج الى تكنلوجيا حديثة ، ولا يقتصر الامر على الذرات بل ان كافة عمليات الكون تحدث داخل وسط جوفي ومنها الحمل والتزويد النووي في النجوم والدورة المائية في الارض وغيرها من العمليات الاخرى ، و يتم الله الصفة الأخيرة مثبتا اسلوب الوصف التفضيلي العكسي بقوله ( لم يلد ولم يولد ) كأنما يقول انا لست مثلكم اي ان المخلوق يلد ويولد بمعنى اخر يتكاثر اي يقوم بعملية التكاثر التي يحتاجها المخلوق الكوني لأستمرار الحياة فيه وله شكلان الاندماج والانقصام وهما احد الزوجين ايضا فنرى اندماج الحيوان المنوي بالبويضة من ثم انقسامها من ثم بدء تكوين الجنين داخل امرأة لاصمدية اي بجوفها ثم بث الروح في المخلوق لاكتمال عملية الولادة ثم الاستمرار وينطبق هذا ايضا على المادة فنرى اندماج الذرة مع الاخرى لتكون عنصر اخر او انقسامها للتحول لشكل اخر ويا لها من حكمة الهية بالغة تبين صفة المخلوق بذكر صفة الخالق انه امر عجيب فاق توقعات المنكرين لوجود الله ، وحتما فإن تلك الصفات تدعونا لطرح سؤال مهم جدا يجيبنا بكل تأكيد عن سؤال من خلق الخالق وهو ...
إذا كان المخلوق الكوني من الذرة الى المجرة يخضع لتلك الأساسيات الثلاث المذكورة بأسلوب الوصف التفضيلي العكسي وما زال هذا الكون مبهما بنسبة تفوق ال70% وكان الله احد صمد لم يلد ولم يولد فهل يحق للبشر اخضاع الخالق لما ينطبق على المخلوق ( قانون السببية ) الذي يعني العملية ?? حتما لا سبحانه وتعالى عما يفترون ليس كمثله شيء ولم يكن له كفؤ احد اي ان الله خارج نطاق العملية ومعنى العملية السببية التي تقتضي وجود زوج يؤثر على زوج اخر مكونا نتيجة الحدث ، وبالتالي وبالعودة الى أول الأمثلة المطروحة وهي الشجرة والدجاجة سنعلم حينها ان صاحب الصفة السامية والتفضيلية هو اساس العملية اي ان الدجاجة جائت قبل البيضة لأمتلاكها المؤهلات الراعية والسامية وينطبق الامر ايضا على كافة العمليات الكونية اي ان الاساس لصاحب الصفة السامية ومنها تبدئ العملية وانبثق كوننا هذا من عملية لها زوجين الاول الله الخالق والثاني هو الكون المخلوق وبالنظر الى عظمة المخلوق وخضوعه للعملية بكافة مخلوقاته فبالتأكيد سيكون الله صاحب صفة سامية ولو حللنا صفات كوننا مقارنة مع صفات خالق الكون لوجدنا فرقا كبيرا بينهما كوجود الزمان والمكان والحدث وعناصر الحدث وغيرها فكلها عمليات كونية تعتمد على بعضها البعض فلو نفذ الوقود لأطفئت النار ولو نفذ الاكسجين سيحدث نفس النتيجة وبذلك فإن المخلوق هو مجموعة من العمليات التي تحيى بعملية وتموت بعملية اخرى وتحتاج للراحة والطعام والشراب وغيرها من عمليات كوننا هذا ،والان قد علمنا اجابة هذا السؤال الذي حيرنا دائما وادى بالكثيرين الى الإلحاد وانكار وجود الله سبحانه وتعالى ولا ننسى ايضا ان من اسماء الله هي الاول والاخر وهو الظاهر وهو الباطن  اي لا هذه ولا هذه يعني خروج الله من العملية الزمنية والمكانية اي انه اسمى من قيود العملية الزمانية والمكانية النسبيتين واختم بقوله تعالى : (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح  المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري نور على نور ) ( احد ) ( صمد ) ( لم يلد ولم يولد ) ( ولم يكن له كفوا احد ) ( ليس كمثله شيء ) سبحانه وتعالى وبذلك فإن المتغاضي عن هذه الحقيقة لن يكون مصيره الا جهنم وارجو ان يكون هذا الموضوع قد بين لكم الحقيقة العلمية وراء السببية وسبب خروج الله منها وشكرا...